فتاوى الصيام
حادي عشر: ليلة القدر
س140: ما فضل ليلة القدر رأس> ؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟ وما الأقوال الواردة في تعيينها؟ وما الأرجح من أقوال العلماء؟ هل هي في العشر الأواخر، أم العشر الأواسط، أم في بداية الشهر؟ وهل تنتقل من ليلة إلى ليلة؟ وما الحكمة في إخفاء ليلة القدر؟
سؤال> الجواب: هي الليلة التي أنزل فيها القرآن، وذكر في فضلها إنزال القرآن فيها، وأنها خير من ألف شهر؛ أي العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر، وذلك دليل فضلها، ومن فضلها أن الملائكة والروح تنزل فيها؛ لحصول البركة، ومشاهدة تنافس العباد في الأعمال الصالحة، ولحصول المغفرة، وتنزل الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب العظيمة، ومن فضلها أنها سلام؛ أي سالمة من الآفات والأمراض، ومن فضلها حصول المغفرة لمن قامها؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- رسم> من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متن_ح> رسم> متفق عليه. حديث>
وسميت ليلة القدر لعظم قدرها، أو لأنها تقدر فيها أعمال العباد التي تكون في ذلك العام؛ لقوله -تعالى- رسم> فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ قرآن> رسم> [سورة الدخان، الآية: 4]. آية> ويسمى هذا: التقدير السنوي. وقد اختلف الناس في تعيينها، وذكر الحافظ ابن حجر اسم> في آخر كتاب الصيام من فتح الباري ستة وأربعين قولا في تعيينها، ثم قال: وأرجحها أنها في الوتر من العشر الأواخر، وأنها تنتقل، وأرجاها أوتار العشر الأواخر، وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحدى وعشرين أو ثلاثة وعشرين، وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين. قال العلماء: الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها...إلخ.
وقد أطال الكلام عليها ابن رجب اسم> في المجلس الخامس من وظائف رمضان، وذكر فيها عدة أقوال بأدلتها، وأكثر الأدلة ترجح أنها في السبع الأواخر، وأنها في ليلة سبع وعشرين؛ لما استدل به على ذلك من الآيات والعلامات وإجابة الدعاء فيها، وطلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، والنور والضياء الذي يشاهد فيها. والله أعلم.
مسألة>